بمَثابَة مَدخَل
ألياءُ المُضَعَّفَة
ألفارقُ بين الغَيْرَة (من)، بِمَعنى الحَسَد، والغَيريَّة، أو حُبِّ الغَيْر، والعملِ لِصالحه، حرفٌ مُشَدَّدٌ هو، هنا، "ياءٌ مُضَعَّفَة".
هذا في اللُّغة، وأمَّا لجهة المَفهوم، فالكلمتان على طَرفَي نَقيض: في الأولى نهايةُ الأنسَنَة، وبالتَّالي، نهايةُ البَشَريَّة، وفي الثَّانية الأملُ في تطوُّرِ الأنسَنَة، وبالتَّالي، الأملُ في تطوُّرِ البَشَريَّة.
ألقصَّةُ الآتِيَة، المَوضوعَةُ في ثُنائيَّاتٍ رمزيَّة، مِثالٌ عمَّا قد تفعلُه الغَيْرَةُ (من) بالعلائِق الإنسانيَّة، وما يُمكنُ الغَيرَيَّةَ أن تحاولَه في مواجهة هذا الشَّرِّ المُطَلَق.
وأمَّا رمزيَّتُها فتَبقى مُلكَ جُرحِ بَطَلِها، العُصفورِ-الحالِم، ومُلكَه وَحدَه، بمَعنى أنَّ مُلكَه هذا لا يُنقَلُ إلى أحَد، حتَّى إلى ذُرِّيَّته، وبالوِراثَة.
ألثنائيَّةُ الأولى/1
عندَ قَدَمَي السَّيِّدة...
مِن الآلافِ العَشرةِ حَضارةً
اِرتَفَع،
ومِن حيثُ انتَشَرَ حَرفٌ وأرجوانٌ
حَلَّقَت؛
طَموحًا، سابقََ الشَّمسَ غربًا،
سِلاحُه ريشتُه،
وآمِلَةً، شَقَّتِ السَّحابَ شَمالاً،
في مِنقارها سُنبُلَة
عندَ قَدَمَي السَّيِّدة،
في تَلَّة القداسة،
هَبَطَ، وحَطَّت؛
صَنَوبَرٌ هنا، ورودٌ وياسَمينٌ هناك،
والصِّدفَةُ خَيرُ ميعاد:
ناغاها، واستَجابَت،
فتَعاهَدا؛
ومن حُطام العيدان جَمَعا
عُشًّا، وتَشارَكا؛
ومن ذَوي الأجنحة
خمسةً رُزِقا؛
ألثنائيَّةُ الأولى/2
... فَإِلى جوهرة الخليج
مِن أجل مَن رُزِقا جَدَّا، اجتَهدا،
ومِن أجلِهم انتَقلا:
تلَّةَ القداسة تَرَكا
وفي جوهرة الخليج حَلاَّ،
وهناك أنشأا،
لا مِن دون تعبٍ، أو حَسَد،
عُشًّا عظيمًا،
فيه أكمَلا عنقودَ غرامهما
بِعُصفورةٍ؛
وراحا، كلَّما حَلَّقا، أُسرةً،
يَفخران،
فَمِن حولهما
أربعةُ عصافيرَ،
وعُصفورتان
فيهم، وفيهما،
مِن جَمالِ الخَلْقِ ودَماثَةِ الخُلُقِ
ما يَشْرَحُ أيَّ صَدر!